قصيدة للشاعرة تسنيم حومد سلطان


قصيدة  للشاعرة تسنيم حومد سلطان


كمزارعٍ في الحقلِ،يغرسُ بذرةً
أجني بكفِّي، وجهكَ المحتالا

ما كنتُ أعلمُ أن عينيّكَ اللتين هما الهدى.. ستخبئان ضَلالا

حتّى الحروف على يديكَ تثاقلت،
تاهت،
وماعادت تطيقُ مقالا
ومضيتَ تجرحُ ماتبقّى من نَدىً
حتى اتخذتَ من الجَفافِ مِثالا

أنا لا ألوم الرّيح،
لكن خانني بَابي،
وصدّق طيفكَ المختالا

سقطَ العتابُ،
ولم يعد لي منطقٌ إلّا السُّكونُ،
به أداوي الحالا ..

أعطيتَني وجهاً يُضيءُ كأنّهُ شمسٌ، تُعلِّمُ ليلَها الإقبالا

سلّمتني للحلمِ،
ثمَّ نزعتهُ،
كالبرقِ أومضَ ثمَّ عادَ زوالا ..

كنتَ الإله على ندوبيَ كلّها،
واليوم جاءت تقتفي الأطلالا

ما عدتُ أرجو من غيومكَ موسمًا
صارت حقوليَ تعشقُ الأقفالا

لم تبقِ شيئًا كي أعود،
فها أنا أمضي،
ومنّي لن تنولَ مآلا

في كلِّ كسرٍ كنتُ أُنبتُ حكمةً
والآن أغزلُ من دموعيَ شالا

صوتي وإن خنق البكاءُ حروفه
مازال يتقنُ في الهوى، الموّالا

للجرح معنىً، حين ندركُ أننا كنّا نشكّل للوداع سلالا

أنا من تخبّئها المرايا هيبةً
وإذا مشيت... مشى الزَّمان جلالا

ماذا تركت سوى الغُبار و رجفةٍ في البال..؟!
حبُّك ما استحق نزالا

كنتَ الجراح ولم تكن يومًا يداً
أو حضن صدق يحتوي الأهوالا

كلُّ الذي بيني وبينك أنني قد قمتُ
وانطفأتْ خطاك .. زوالا

أنا لستُ من تبكي غيابكَ إن مضى
بل من إذا سقطَتْ،
سمتْ أطوالا

فدعِ التودّدَ إن أتَى من بائسٍ
واقطعْ به الشكّ الذي قد نالا

وسأتركُ الأيام تمحو خيبتي
فالبعضُ يولدُ كي يكونَ وبالا

ما كلُّ قلبٍ بالجنونِ يُقاسُ، لا… بعضُ القلوبِ تمرُّ كي تحتالا

الشاعرة تسنيم حومد سلطان
التالي
هذه أحدث تدوينة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق