عندما كنت أعمل طبيبة نفسية في المشفى المجاور لبيتنا
زارتني مريضة ، كان لها وجه بشوش وجه يعبر على أنها أميرة في قصر أحدهم
جلست ، وبدأت أحدثها.
ما اسمك ؟
كم عمرك ؟
لم ترد علي البتة
أظنها لا تعرف بروتوكولات الطب النفسي وما في ذلك .
قالت إن حدثتك ، أستفهمينني ؟
لا بأس صغيرتي سيزول ...
فبدأت بالتحدث ويا ليتها لم تتحدث
سيدتي فقدت والدي في حادث مرور مروع
رأيت أبي يحتضر أمامي
رأيته كيف كان يريد نطق الشهادة
رأيته كيف كان يتعرق
رأيته كيف كان ينظر للأعلى
رأيت أمي تفقد حياتها
رأيتها عاجزة عن الرد .
ووقفت أمامها ولم أحرك ساكنا
رأيت الأطباء يغطون والدي بلحاف أبيض ويقولون لي ، لقد فقدناهما
جاء الناس لي كي يقوموا بطقوس العزاء ، رأيت النساء يحكين و يضحكن ، الرجال يريدون المزيد من الأطباق
رجع الجميع لديارهم نمت في سرير والديّ احتضنت ملابسهما و في كل ليلة أسرد ما حدث لهما
رأيت الكثير من الأمور سيدتي ، رأيت بشاعة هذا العالم
شربت الكثير من جرعات المسكن حتى أنني أتقيا أحيانا ، ولم تجدِ نفعا
لطفا منك أسألتقي بهما مجددا ؟
جاء الصباح وانتظرت أمي توقظني ولم تأتي ،
سلب مني القانون منزلي
كنت أنام في غرفة ووضعت صورة والديّ تحت وسادتي .
إني أبكي كل ليلة أبكي ويسمعني الجميع
أنهار أحيانا وأصاب بهيستيريا عندما يذكر اسمهما وأضحك حتى تؤلمني عضلات فمي
وأيضا لقد عملت عاملة نظافة في بيتنا وذلك لأسترق بعض الذكريات الجميلة لي معهما
كيف كان أبي يسرح لي شعري ، كيف كانت أمي تطهو في ذلك المطبخ ورائحة الفطائر تملأ المكان
أرجوك ، سيدتي في داخلي شخص يقول لي
إن والديك هنا لم يموتا
أخرجيهما
أريد أن أكمل ما تبقى لي من أيام
أريد أن أراهما في مكان جميل عند الرب،
كما كانا جميلين معي
ما إن أكملت الحديث حتى أصبحنا نسبح في بركة دموع صنعناها معا
شعرت حينها أنني ضعيفة إذ لم استطع مساعدتها .
كل الدنيا فوضى حتى يحضر والداي !!
كم عمرك ؟
لم ترد علي البتة
أظنها لا تعرف بروتوكولات الطب النفسي وما في ذلك .
قالت إن حدثتك ، أستفهمينني ؟
لا بأس صغيرتي سيزول ...
فبدأت بالتحدث ويا ليتها لم تتحدث
سيدتي فقدت والدي في حادث مرور مروع
رأيت أبي يحتضر أمامي
رأيته كيف كان يريد نطق الشهادة
رأيته كيف كان يتعرق
رأيته كيف كان ينظر للأعلى
رأيت أمي تفقد حياتها
رأيتها عاجزة عن الرد .
ووقفت أمامها ولم أحرك ساكنا
رأيت الأطباء يغطون والدي بلحاف أبيض ويقولون لي ، لقد فقدناهما
جاء الناس لي كي يقوموا بطقوس العزاء ، رأيت النساء يحكين و يضحكن ، الرجال يريدون المزيد من الأطباق
رجع الجميع لديارهم نمت في سرير والديّ احتضنت ملابسهما و في كل ليلة أسرد ما حدث لهما
رأيت الكثير من الأمور سيدتي ، رأيت بشاعة هذا العالم
شربت الكثير من جرعات المسكن حتى أنني أتقيا أحيانا ، ولم تجدِ نفعا
لطفا منك أسألتقي بهما مجددا ؟
جاء الصباح وانتظرت أمي توقظني ولم تأتي ،
سلب مني القانون منزلي
كنت أنام في غرفة ووضعت صورة والديّ تحت وسادتي .
إني أبكي كل ليلة أبكي ويسمعني الجميع
أنهار أحيانا وأصاب بهيستيريا عندما يذكر اسمهما وأضحك حتى تؤلمني عضلات فمي
وأيضا لقد عملت عاملة نظافة في بيتنا وذلك لأسترق بعض الذكريات الجميلة لي معهما
كيف كان أبي يسرح لي شعري ، كيف كانت أمي تطهو في ذلك المطبخ ورائحة الفطائر تملأ المكان
أرجوك ، سيدتي في داخلي شخص يقول لي
إن والديك هنا لم يموتا
أخرجيهما
أريد أن أكمل ما تبقى لي من أيام
أريد أن أراهما في مكان جميل عند الرب،
كما كانا جميلين معي
ما إن أكملت الحديث حتى أصبحنا نسبح في بركة دموع صنعناها معا
شعرت حينها أنني ضعيفة إذ لم استطع مساعدتها .
كل الدنيا فوضى حتى يحضر والداي !!
هديل قطياني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق