سندريلا ضد الساعة - نص الأديبة نبيلة تقار


سندريلا ضد الساعة   - نص الأديبة نبيلة تقار


لم أكن يومًا من المهوسات بمراكز التجميل…
ربما لأنني كنت أثق في وجهي كأنه لوحة فنية من عصر النهضة، لكن مع مرور السنين صار يشبه لوحة جدارية في حمام عمومي.
كنت أقول لنفسي: "ما الحاجة إلى البوتوكس وأنا عندي أطفال يجرّبون كل دقيقة عضلاتي بصرخاتهم؟" لكن… الساعة كانت تدق… تدق مثل محقق بوليسي يطارد مجرمًا هاربًا.

فجأة استيقظت في داخلي سندريلا!
لكن ليست تلك الساذجة التي تنتظر الأمير، بل نسخة جديدة: سندريلا تقتحم مركز التجميل وكأنها تدخل معركة تحرير القدس.

دخلت الصالون، جلست على الكرسي، وإذا بمصففة الشعر تمسك رأسي كأنها تجرّ حصانًا جامحًا.
سقطت من عرش كرامتي، ووجدت نفسي أضحك:
"يا جماعة، من يسقط من الحصان في ساحة المعركة لا يحتاج إسعافًا… يحتاج كريم أساس فقط!"
ثم نظرت إلى قدمي…
أين الحذاء الزجاجي؟ أين الكعب العالي الذي يذيب قلوب الرجال؟
لم أجد إلا شبشب منزلي من النوع الذي يُباع في سوق الجمعة مع خصم إذا اشتريت اثنين!
خرجت من المركز أشعر أنني سندريلا مطوّرة:
لا عربة، لا حصان، لا أمير…
فقط عربة الزمن تجرني من شعري وتذكرني أنني متأخرة على حياة لم تبدأ أصلًا.
لكنني ضحكت… ضحكت حتى اختنقت:
– "أجمل ما في قصتي أنني لست بحاجة إلى أمير… الأمير بحاجة إلى أنفاس أكسجين إذا رأى فاتورتي من مركز التجميل!
وهكذا صار شبشبي الوطني أغلى من كل أحذية "غوتشي"… لأنه على الأقل يعرف طريقه للبيت، ولا يضيع في الحفلات التنكرية.


قلم نبيلة تڨار
(من كتابها الجديد  (محطات ساخرة

التالي
هذه أحدث تدوينة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق