والأيّام لاحت لنا - نصّ الشاعرة الأديبة خديجة تومي

 

والأيّام  لاحت لنا  - نصّ الشاعرة الأديبة خديجة تومي

والأيّام لاحت لنا

خضراء
لامعة
بطائنها استبرق
وبرق وبريق
وكأنّ الذي كان تُرّهة
أنشوطة من طين
صنم
ياقة على ناب خنزير
أرجوحة معلّقة في الضّباب
يا زمان الصّقيع
والمطر الغائب
بَرّاشكة ، هطل من جحيم
والصمت جُدر يرقّعها الأنين
كان أن تُوقدي شمعا
وتنثري أبيات القصيد بخورا
ورعدا وطلقا ناريّا
وحممًا من حديد
وتُخلي الرّوح
فكلّ غد برقعه جديد
وليس مثل القلب يطلب ما يريد
وأسوارك مشدودة مثل صرح
والأيّام _ خسئت _تُلوّح بالوعيد
محمومة سطوتها
رهينة أنت
متعبة أنت
ومتعب معك اللّيل البعيد
وزيوس يخز أضلعك
وتلك الأهازيج
والفرح المنسيّ في الأخاديد
وبساط النّرجس
وضمّة الزيزفون
والرّبيع الوارف تائه
يرقبكِ ، يسعى إليكِ
وتهربين
وتنسيْن
اللّيمون المحلّى وجلسة الياسمين
والأب ، أينك ؟ طال الغياب
وظلّ كلّك مترع بالآه
لا يستكين
حتى كان صهيل الفرس
والفارس الملفّع بالحنين
أطلق الحلم المأسور نحو الغيم يعلو
يسبح
يروم الطير ينافحها
يجلو من علوّ موج البحر
وزهو الصنوبر
والرّيح مركبه نحو ما يريد
التالي
هذه أحدث تدوينة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق