حين تنكسر في صدرك الحياة
أن تفقد أمٌّ ابنها… ليس فقدًا عابرًا، بل زلزالًا يهدم ما لم يُبنَ بالحجارة، إنما بالحبّ والنبض والأحلام.
هو ليس موتًا فقط… هو انطفاء شمسٍ كانت تدفئ هذا القلب كل صباح، وتضحك في عينيه الحياة، وتعيد تشكيل الأيام بمعنى.
يا أمّه…
من قال إنكِ ستنسين؟ ومن توهّم أن الوقت يسرق الوجع؟
لا أحد يمكنه أن يُقنع القلب أن الذي رحل لن يعود، ولا أحد يشرح لروحك كيف تتنفس بنصفك الناقص.
لكنّكِ رغم كل ذلك… تنهضين.
تنهضين من تحت الركام، تمشّطين الذاكرة، وتربّتين على كتفك المكسور، وتقولين:
“ما زلتُ أمًّا، وإن غاب جسده، فإن حبّه يسكنني، ونوره يضيء لي الطريق.”
أنتِ لا تنسين، بل تتعلّمين كيف تعيشين معه بطريقة مختلفة…
تخبئين صوته في قلبك، وملامحه في دمك، ووصاياه في خطواتك.
وحين تغلق الحياة بابًا، تفتحين نافذة الأمل لمن حولك.
لأنكِ ببساطة، لم تموتي معه… بل وُلدتِ من جديد.
وها أنتِ…
تربّين الوجع كطفل صغير، لا يهدأ إلا حين تمنحينه حبّك، لا إنكارك.
وتحوّلين العتمة إلى ضوء، والغياب إلى أثر، والخذلان إلى حكمة.
ابنكِ لم يغب عنكِ… هو فيكِ، في دمعتكِ الصامتة، وفي الدعاء قبل نومك، وفي ابتسامتك التي قاومت الانهيار.
هو نَجْمُكِ في الغياب، وصوتُكِ حين يخونكِ الكلام، وذراعكِ الخفية التي تسندكِ كلّما مالت بكِ الدنيا.
فلا تخجلي من دمعتك…
ولا تتظاهري بالقوّة طوال الوقت،
فالقلب الذي انكسر… له الحق أن يتألم،
وله أيضًا القدرة أن يُحبّ من جديد… أن يعيش، ويُكمل، ويمنح الحياة معنىً جديدًا.
كوني كما أنتِ الآن…
أمًّا من نور، تحمل في داخلها ألف حياة، وألف نداء حب، وألف طريقة للحضور رغم الغياب.
"اهداء لانسانه عزيزة على قلبي.. "
ناديه كيوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق