أقونيطن: رواية الغوص في الذات والحدود بين الحقيقة والوهم

 أقونيطن: رواية الغوص في الذات والحدود بين الحقيقة والوهم



أقونيطن: رواية الغوص في الذات والحدود بين الحقيقة والوهم في حوار فكري ووجداني من جزأين على " من وراء الغلاف" ، أزاحت الكاتبة مريم نائل حنون الستار عن روايتها "أقونيطن"، التي تنتمي إلى الأدب النفسي الفلسفي وتُعدّ خروجًا جريئًا عن القوالب الروائية المعتادة. جاءت الرواية كمرآة تعكس أعماق النفس البشرية وصراعاتها الداخلية، وتطرح تساؤلات وجودية مقلقة ضمن بناء فني ينتمي إلى ما بعد الحداثة. 
 عنوان يستفز القارئ تبدأ حنون حديثها بتفسير عنوان الرواية الغريب، "أقونيطن"، مؤكدة أنه ليس مجرد زخرف لغوي، بل مفتاح رمزي لفهم العمل ككل. الكلمة الغامضة توحي بالغرابة والاختلاف، وتعكس عالمًا داخليًا متشظّيًا، ما يدفع القارئ إلى الغوص في المعنى بدل الاكتفاء بالسرد.
العنوان مفتاح رمزي لفهم الرواية وليس مجرد زخرف لغوي.
 موضوع الرواية: أزمة الذات وتشظي الهوية الرواية تنقل القارئ في رحلة نفسية مقلقة داخل أذهان أبطال يعانون اضطرابات كالفصام والوسواس القهري، لكن هذه المعاناة ليست سطحية، بل تغوص إلى عمق تساؤلات الإنسان حول ماهيته، وحقيقته، وعلاقته بالعالم. تدور الرواية حول تساؤلات كبرى: هل ما نعيشه واقع أم وهم؟ إلى أي مدى يشكّل المجتمع صورة الذات؟ وما حدود الشعور بالانفصال عن النفس؟
الرواية ليست وصفًا لأمراض نفسية، بل تساؤلات وجودية مغلّفة بالوجع.
  أسلوب ما بعد حداثي يكسر التقاليد لا تتبع "أقونيطن" المسار السردي التقليدي، بل تقدم بناءً سرديًا متشظّيًا، يُكسر فيه التسلسل الزمني، وتتعدد فيه الأصوات والمنظورات. الشخصية الرئيسية غير مستقرة، وتتأرجح بين الحلم والواقع، في محاولة لفهم ما يحدث داخلها وحولها. وقد استخدمت الكاتبة تقنيات مثل: التداعي الحر تداخل الأزمنة الرمزية الكثيفة مما يجعل الرواية تشبه إلى حد بعيد تيار الوعي الذاتي.
الرواية تبني عالمها عبر تفتّت الزمن وتعدد الأصوات لتترجم الهشاشة النفسية.
  الكتابة من عمق التجربة الشخصية تكشف مريم نائل حنون أن الرواية نابعة من تجربة نفسية عاشتها في الطفولة، عندما أحسّت بالانعزال والغرابة في عالم لم تستطع التأقلم معه. لكن التجربة الذاتية لم تتحوّل إلى سيرة، بل إلى عمل أدبي محمّل بالرموز والتأويلات.
"أقونيطن" هي صرخة داخلية مؤجلة، عبّرت عنها بلغة تعكس الألم والارتباك.
  القارئ ليس مستهلكًا... بل مشارك الكاتبة تؤمن بأن الرواية ليست منتجًا استهلاكيًا، بل تجربة فكرية وعاطفية تتطلب جهدًا من القارئ. وتوضح أن بعض القرّاء وجدوا العمل مربكًا، لكن هذا الإرباك مقصود، لأن الغاية ليست تقديم إجابات، بل إعادة طرح الأسئلة المنسية.
الكاتبة لا تبحث عن قارئ مُطمئن، بل عن قارئ يتألم ويفكّر معها.
  بين التأويلات النفسية والرمزية العديد من القرّاء والنقّاد قدّموا تفسيرات متعددة للرواية: بعضهم رأى فيها قراءة رمزية لحالة العزلة الحديثة، وبعضهم تعامل معها من منظور ديني أو وجودي. الكاتبة رحّبت بهذا التنوع، واعتبرته مؤشرًا على ثراء النص ومرونته.
كل قراءة للرواية مرآة للقارئ قبل أن تكون مرآة للنص.
  الكتابة كعلاج ذاتي وجماعي في نهاية الحوار، تصف حنون الكتابة بأنها عملية شفاء، لا لها فقط، بل لكل من يجد في الكلمات متنفسًا لألمه. فهي لا تكتب من أجل النشر فحسب، بل لتفريغ التوترات النفسية التي يصعب البوح بها علنًا.
الكتابة قد تكون اعترافًا... أو إنقاذًا... أو حتى نجاة مؤقتة.
  أقونيطن: مشروع روائي يتجاوز الأدب "أقونيطن" ليست رواية تقليدية تُقرأ ثم تُنسى، بل مشروع فكري وأدبي متكامل، يحاول تفكيك البنية النفسية للذات العربية المعاصرة. إنه عمل يربط الأدب بعلم النفس والفلسفة، ويجعل من الرواية أداة معرفية، لا مجرد متعة فنية.
الرواية تحوّل القلق الوجودي إلى مادة فنية.
    تُعد "أقونيطن" علامة فارقة في الأدب العربي النفسي الفلسفي، وتفتح أفقًا جديدًا للكتابة التي لا تهاب الغوص في المجهول. ومع بروز الكاتبة مريم نائل حنون، يبدو أننا أمام صوت أدبي جريء ومختلف، يستحق أن يُتابع عن كثب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق