طفلك كثير الحركة؟ إليك الدليل الشامل لفهمه والتعامل مع نشاطه الزائد بطريقة إيجابية!

 

هل طفلك لا يتوقف عن الحركة؟ 

هل تشعر أحياناً بالإرهاق أو الانزعاج من طاقة طفلك التي لا تنتهي؟
هل يبدو وكأن لديه «محركاً داخلياً» لا يتوقف؟
يقفز، يركض، يتحدث كثيراً، يصطدم بالأشياء والأشخاص، ويتنقل من نشاط إلى آخر دون توقف؟

كل هذه السلوكيات قد تبدو مقلقة… لكنها ليست دائماً مشكلة! بل قد تكون جزءاً من شخصية نشطة مليئة بالحيوية تحتاج فقط إلى التوجيه والفهم.

طفلك كثير الحركة؟ إليك الدليل الشامل لفهمه والتعامل مع نشاطه الزائد بطريقة إيجابية!



  أولاً: هل هذا طبيعي؟ أم أن طفلك يعاني من فرط الحركة؟

الكثير من الأطفال - خاصة في الأعمار الصغيرة - يتميزون بالنشاط والحركة المفرطة.
لكن متى تتحول هذه الحركة إلى مصدر قلق؟ إليك الفارق:

سلوك طبيعيسلوك يحتاج تدخل
يلعب كثيراً ولكن يمكن تهدئتهلا يستطيع التوقف حتى عند التوجيه
يتحمس في بيئات معينة فقطيتحرك ويتكلم طوال الوقت حتى في الفصل
يتفاعل بإيجابية مع التوجيه والحدودلا يستجيب للضوابط أو التعليمات
يمكنه التركيز في مهام معينةيعاني من ضعف الانتباه المستمر والاندفاعية

 مثال عملي:

إذا كان طفلك يقفز ويصرخ في الحديقة، فهذا طبيعي.
لكن إذا لم يستطع الجلوس على الكرسي أكثر من دقيقة في الفصل أو أثناء الواجب، فقد تحتاج لاستشارة مختص.


  ما هي أسباب فرط الحركة لدى الأطفال؟

1. عوامل طبيعية وعمرية

الأطفال بشكل عام يحبون الحركة. الجسم الصغير مليء بالطاقة والاكتشاف.

2. الضغط النفسي والتوتر العائلي

قد يكون الانتقال لمنزل جديد، أو خلافات الأهل، أو ولادة طفل جديد، سبباً خفياً لفرط النشاط.

نصيحة: الطفل مرآة لبيئته… إذا شعر بالتوتر في محيطه، سيتصرف بعدوانية أو بحركة زائدة دون وعي.

3. مشاكل نفسية أو عقلية

مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، القلق، أو آثار صدمة نفسية.

 إحصائية مهمة: حوالي 11% من الأطفال في العالم يُشخَّصون باضطراب ADHD بحسب مراكز مكافحة الأمراض (CDC).

4. الجانب الغذائي

بعض الأطفال يتفاعلون سلباً مع الأطعمة الصناعية، مثل الألوان والمواد الحافظة، رغم أن السكر نفسه لا يسبب فرط الحركة.

5. قلة النوم

الطفل المحروم من النوم يفرز هرمونات النشاط (الكورتيزول والأدرينالين) لتعويض الإرهاق، مما يؤدي لفرط في الحركة.

6. نقص الحركة البدنية

عدم وجود مساحة كافية للعب قد يؤدي لتفريغ الطاقة في الوقت الخطأ والمكان الخطأ.


  كيف تتعامل مع الطفل كثير الحركة؟ خطوات عملية

 1. استشر طبيب الأطفال عند الشك

لا تفترض أن طفلك «مشاغب» أو «غير مهذب»؛ فقد يكون هناك سبب عضوي أو نفسي. التشخيص المبكر يفتح باب الحلول.


 2. أنشئ روتيناً يومياً واضحاً

الأطفال يزدهرون عندما يعرفون ما هو متوقع منهم.

 مثال:

  • 8 صباحاً: الإفطار

  • 9 صباحاً: نشاط حركي

  • 10 صباحاً: تعلم أو قراءة

  • 12 ظهراً: وجبة خفيفة

  • 1 ظهراً: قيلولة

  • 3 مساءً: لعب حر بالخارج


 3. وفر له متنفساً لتفريغ طاقته

الأطفال بحاجة للعب كما يحتاجون للطعام.

  ألعاب مقترحة:

  • ركوب الدراجة

  • السباحة

  • القفز بالحبل

  • الألعاب الحسية (الرمل، الطين، العجين)


 4. كن قدوة في التعامل الهادئ

الصراخ أو العصبية تجعل الأمور أسوأ.

  بدلاً من: «أنت لا تتوقف أبداً!»
قل: «أرى أنك متحمس. تعال نوجه هذه الطاقة في شيء مفيد.»


 5. ركز على الإيجابيات بدل النقد المستمر

   امدحه حين يتصرف جيداً، حتى في أبسط الأمور:

«أعجبتني طريقة جلوسك اليوم في السيارة.»
«شكراً لأنك أنهيت طعامك دون أن أطلب ذلك.»


 6. تواصل معه يومياً

خصص وقتاً يومياً لطفلك لتلعب معه أو تستمع إليه، حتى لو 10 دقائق فقط.

  نشاطات مقترحة:

  • قراءة قصة

  • لعبة تركيب

  • سؤال مباشر: «ما أكثر شيء أحببته اليوم؟»


 7. وفر له بيئة آمنة للحركة

لا تعاقب الطفل لأنه يتحرك كثيراً. بدلاً من ذلك، اجعل منزلك صديقاً للحركة:

  •  مساحة مفتوحة للعب
  •  أدوات تعليمية حسية
  •  ألعاب رياضية منزلية


 8. اعمل على نفسك أيضاً

إذا كانت طباع طفلك تستهلك طاقتك، فلا بأس أن تأخذ وقتاً لنفسك:

  مارس التأمل، امشِ قليلاً، تحدث مع صديق، اقرأ شيئاً تحبه.


  تجنب هذه الأخطاء الشائعة!

  •  الصراخ والتوبيخ المتكرر
  •  استخدام الضرب أو التهديد
  •  وصفه بكلمات سلبية مثل «مشاغب» أو «فاشل»
  •  المقارنة بأطفال آخرين


   طاقة الطفل كنز وليست لعنة

فرط الحركة لدى الأطفال ليس دائماً سلوكاً يستدعي القلق، بل قد يكون تعبيراً طبيعياً عن نموهم الجسدي والعصبي، أو انعكاساً لحاجتهم للحركة والتفاعل. غير أن استمرار هذا النشاط بشكل يؤثر على تركيز الطفل وتواصله مع محيطه، قد يشير إلى أسباب أعمق مثل التوتر النفسي، أو اضطرابات سلوكية كاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD). التعامل مع الطفل كثير الحركة يتطلب فهماً هادئاً لطبيعته، وتوفير بيئة آمنة ومنظمة تتيح له التعبير عن طاقته، دون استخدام العقاب أو الأوصاف السلبية. من المهم دعم سلوكه الإيجابي وتعزيز ثقته بنفسه، مع الحفاظ على تواصل عاطفي دائم معه. وفي حال كان النشاط الزائد يؤثر على حياته اليومية، يُنصح باستشارة مختص لمساعدته بشكل مهني.

 نصيحة أخيرة:

"الطفل الذي يملأ البيت حركة، هو في الحقيقة يملأ الحياة طاقة… فقط ساعده أن يتعلم كيف يستخدمها بشكل إيجابي."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق