يقول جبران خليل جبران:
"لا تعِش نصف حياة، ولا تُقابل أنصاف العشّاق، ولا تتكلّم كي تصمت، ولا تصمت كي تتكلّم.
إذا صمتّ، فاصمت حتى النهاية."
أما أنا، فأقول:
النصف ليس ضعفًا ولا عجزًا.
النصف هو حياة، هو توازن.
هو أن تصمت وتتكلم.
هو خير وشر، أمل وألم، حلم واحتراق.
هو حب وكره،
هو قبول ورفض،
هو زواج وطلاق.
النصف هو مزيج من أحاسيس متناقضة،
هو لحظة تقبّلك لكل شيء، وأنت لست موافقًا.
أن تعيش... وألّا تعيش.
النصف هو أنت، في كل زمان ومكان.
النصف هو سكون وضجيج،
هو انتظار بلا موعد، وخطوة بلا وجهة.
هو أن تبتسم وفي قلبك غصّة،
وأن تضحك والدمع يحاصر عينيك.
النصف هو أن تحبّ دون اعتراف،
وأن ترحل دون وداع،
هو أن تعطي نصفك... وتنتظر الكل.
هو أن تنتمي ولا تجد مكانًا،
أن تكون حاضرًا في الغياب،
وغائبًا في الحضور.
النصف هو أن تبقى واقفًا بينما تتكسر داخلك الأجزاء،
هو أن تخاف الضوء وتشتاق إليه،
أن تسير نحو النهاية وتتمسك بالبداية.
النصف هو حياة لا تشبه الحياة،
هو أنت... حين تتهرّب من حقيقتك
وتتشبّث بظلّك كي لا تسقط.
لكن، في النهاية...
ربما لا يكون النصف ضعفًا كما يقولون،
بل هو دليل على أنك ما زلت تحاول،
أنك لم تسقط تمامًا، ولم تنهض كليًا،
أنك إنسان...
تتأرجح بين الخوف والرجاء،
بين الصمت والكلام،
بين ما تريد... وما تستطيع.
النصف، ببساطة،
هو الخط الفاصل بينك… وبينك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق