اعتدنا أن نسمع "إنّا لله وإنّا إليه راجعون" عند الفقد والمصائب، حتى التصقت هذه العبارة في أذهاننا بالحزن فقط. لكن في حقيقتها، هي جملة حياة قبل أن تكون جملة موت؛ جملة تبعث الطمأنينة وتسكب السكينة في القلب، لأنها تذكّرنا بالانتماء، وبأننا لسنا ضائعين وسط فوضى هذا العالم.
انتماء إلى الله لا يضيع
حين نقول "إنّا لله"فنحن نعلن أننا ملك لله، وأننا ننتمي إلى من بيده أمر كل شيء. نحن له بأرواحنا، بأحلامنا، بسعينا المتعثر والمثمر، بصلابتنا وضعفنا، بضحكاتنا ودموعنا. وكل ما لنا محفوظ عنده، لا يضيع في متاهات الزمن ولا في تقلبات الحياة.
العودة إلى الأصل
أما "إنّا إليه راجعون"فهي وعد أكيد بأن الرحلة ليست عبثًا ولا نهايتها فراغًا. بل هي عودة إلى الأصل، إلى الحضن الأرحب، إلى المبتدأ والمنتهى. هناك حيث تزول الأوجاع ويصفو كل شيء، وحيث يطمئن القلب أن لا شيء من تعبه ذهب هباءً.
فلسفة وجود كاملة
هذه العبارة تختصر فلسفة الوجود كله: البداية من الله، والمسير إليه، والنهاية عنده. حين ندرك هذا المعنى، نصبح أكثر خفة في مواجهة صعوبات الحياة، لأننا نعلم أن كل ما نمرّ به من خسران ورجاء، من دموع وأمانٍ بين يدي من لا يظلم ولا يترك أحدًا.
نور وسط الفوضى
إنها ليست مجرد كلمات، بل مرسى للقلوب؛ و نور للحائرين . بها نطمئن أن الغربة مؤقتة، وأن الطريق مهما طال أو التوى، سينتهي عند من إليه الرجوع، ومن عنده تبدأ كل البدايات الحقيقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق