ملخص رواية الخيميائي
باولو كويلو
*"السفينة آمنةٌ على الشاطئ، لكنّها ليست من أجل ذلك صُنِعت*"..
*"الخوف من المعاناة أسوأ من المعاناة نفسها*"..
*"هناك شيء واحد فقط، يجعل من المستحيل تحقيق حلم: الخوف من الفشل*"..
*"لا أحد يستطيع الهروب من قلبه .. هذا هو السبب في أنه من الأفضل الإستماع إلى ما يقوله*"..
*"إذا كنت لا تزال تفكر فيه، فمن الجدير المجازفة*"..
رواية الخيميائي التي كتبها الروائي البرازيلي باولو كويلو الذي ولد في عام 1947 واحدة من الكتب الأكثر قراءة على مستوى العالم وقد نشرت لأول مرة عام 1988 ..
فهذه الرواية تعتبر من روائع الأدب العالمي وهي بمثابة أيقونة ملهمة تضم في طياتها الكثير من الحكمة والفلسفة والأفكار الثاقبة التي يمكنها أن تغير نظرتك إلى العالم ..
تتميز روايات كويلو بشكل عام والخيميائي على وجه الخصوص بالسلاسة في الأسلوب ووضوح الأفكار، وتدور القصة حول ما يسمى بالأسطورة الشخصية، والتي انشغل بها الكاتب في معظم أعماله ..
أحداث الرواية :
تحكي الرواية قصة الراعي الأندلسي سانتياغو، والذي كان شغوفًا بالقراءة، وفي يوم من الأيام كان يرعى الأغنام بجوار كنيسة قديمة باسبانيا، وقد وضع كتابه تحت رأسه وراح في نوم عميق، وأثناء حلمه رأى حلمًا مفصلًا عن كنز مدفون في الصحراء بجوار أهرامات الجيزة المصرية ..
وكان سانتياغو قد شاهد ذلك الحلم مرتين متتاليتين حتى أيقن أنه حقيقة، في البداية تجاهل سانتياغو الحلم، لولا أنه قابل عرافة، فلما أخبرها عن حلمه أكدت له وجود الكنز وطلبت منه جزء من الكنز، وقد قابل الفتى أيضا رجلًا غامضًا أخبره أن اسمه الملك سالم وأنه قد وجد أسطورته الذاتية، وأن عليه هو أيضاً أن يتبع أسطورته الذاتية حتى النهاية ..
باع سانتياغو الأغنام، وقرر السفر للبحث عن الكنز، توجه إلى المغرب ولكنه لم يكن يتحدث العربية، وبينما هو جالس بأحد المقاهي قابل أحد الأشخاص يتحدث بالإسبانية، فرح سانتياغو، لوجود مترجم وهم للانصراف بصحبته، ولكن عامل المقهي حاول أن يخبر سانتياغو بشيء، فأخبره رفيقه أنه لص يحاول الاحتيال عليه ..
ولكن لسوء حظه، كان رفيقه هو أحد اللصوص، وقد استولى على كل أمواله، ولم يعد يملك حتى الأموال ليعود إلى بلده، وبينما هو يتجول في السوق لاحظ متجر وجود قديم لبيع الكريستال، ولكن لا يرتاده أحد، وكانت الكريستالات مليئة بالغبار، فعرض على صاحب المتجر أن ينظف له المحل في مقابل أن يطعمه، فأخبره صاحب المحل أن الدين يحثه على إطعامه حتى لو لم يعمل عنده، وعرض سانتياغو على الرجل العمل عنده لفترة مقابل جزء من الربح، وافق الرجل فهو على كل حال لا يبيع شيئًا من منتجاته ..
بفضل سانتياغو ازدهرت تجارة الرجل، واستطاع سانتياغو أن يدخر مبلغ كبير من المال يمكن أن يشترى له عدد من الأغنام أكثر مما كان يملكه في السابق، ودفع كلام الملك سالم عن الحلم الشاب سانتياغو إلى استكمال رحلة البحث عن الكنز، وبالفعل توجه إلى محطة القوافل وهناك قابل رجلًا إنجليزيًا، يحب الخيمياء، ويسعى للوصول إلى خيميائي يعيش في الصحراء، وأنه ذاهب إليه ليعلمه أصول الخيمياء حتى يستطيع تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة ..
وقرر سانتياجو الذهاب مع الإنجليزي ليتعلم المزيد من أسرار الحياة، وبالفعل يقابل سانتياغو الخيميائي ويظل معه فترة، وبسبب صراعات القبائل في الصحراء، يتم القبض على سانتياغو والخيميائي ويتم اتهامهم بالخيانة من قبل أحدى القبائل ..
ولكن بتوجيه من الخيميائي وتشجيعه وخوفًا من الموت المنتظر استطاع سنتياغو أن يتحدث إلى الريح ويطلب مساعدتها من فوق الصخرة أمام القائد، والجيوش، ورجال القبيلة .. لحسن حظه نجح سنتياغو وأبهرا القائد والحضور، شجعهما القائد، وأمر بعض الجند مرافقتهما في الصحراء وتوفير لهما الأمن والحماية، ويلتقي خلال رحلته بفاطمة في واحة ضخمة .. تلك الفتاة التي يحبها من النظرة الأولى، لكنه يتركها من أجل استكمال سعيه للوصول إلى الكنز على وعد بالعودة إليها ..
وصل سانتياغو ألى أهرامات مصر، وبدأ الحفر بيده في المكان الذي رآه في الحلم، لكن مجموعة من اللصوص هاجمته ولما وجدوا معه قطعة ذهبية، أجبروه على استكمال الحفر حتى يصل للكنز، ولما لم يجدوا شيئا أبرحوه ضربًا ..
ولكن قبل أن يتركوه أخبره أحدهم أنه حلم في يوم من الأيام بوجود كنز، داخل أحد الكنائس القديمة بإسبانيا، وأنه لو كان أحمق، لسافر إلى إسبانيا للبحث عنه، عرف سانتياغو ذلك المكان إنه نفس المكان الذي كان ينام فيه مع أغنامه ..
عاد سانتياغو إلى إسبانيا وذهب إلى الكنيسة القديمة، وبدأ في الحفر في المكان الذي وصفه اللص، وبعد ساعة من الحفر، وجد سانتياغو صندوق مليء بالعملات الذهبية القديمة، والجواهر وأقنعة مرصعة بالجواهر، بعد تلك الرحلة الطويلة يحقق سانتياغو أسطورته الشخصية، لقد حقق حلمه بعد مشقة وأصبح يملك ذهبا خالصًا ، وقد تعلم الكثير من الأسرار والتجارب والحكم ..
تعد قصة سانتياغو المفعمة بالحيوية، والمليئة بالاقتباسات الرائعة عن الوجود تمثيلاً حقيقياً وسحرياً لقوة أحلامنا .. ينسج المؤلف في القصة مفاهيم حكيمة متعددة يمكن للفيلسوف التفكير فيها لسنوات بعد ذلك. كما أنها تحتوي على العديد من الأفكار الثاقبة حول مصير المرء، والنجاح بعد الفشل .. هذا بالإضافة إلى فكرة وحدة الكون والوجود. أما بالنسبة لأسلوب باولو كويلو في الوصف فأقل ما يقال عنه أنه مذهل، واختيار الكلمات نقي، ولكن في الحقيقة عمق الروح وراء كلمات الروائي باولو كويلو هو الذي يلف سحر هذه الرواية ..
تتطرق رواية الخيميائي إلى إشارات الكون ..
فمثلاً هناك كتب تأتي إلينا عندما نكون مستعدين لها .. تعد رواية الخيميائي لباولو كويلو أحد تلك الكتب التي تحمل لقب الكتب الأكثر قراءة بالفعل .. يعتقد الكثيرون أن الكون يرسل إلينا إشارات، وأن الأمر يتطلب إدراكاً وحدساً لملاحظتها .. ومع ذلك، فإن الكون يرسل إشارات إلى أي شخص على استعداد لتلقي رسالته، حتى الراعي البسيط من إسبانيا ..
في رواية الخيميائي يحلم بطل الرواية، سانتياغو، بكنز مدفون تحت الأهرامات المصرية بينما يرعى قطيعه في الحقول. عندما يأتيه الحلم أكثر فأكثر، يقرر جعله حقيقة .. لقد ترك قطيعه، وانطلق عبر مضيق جبل طارق لاكتشاف مصيره ..
تشجعنا رواية الخيميائي العاطفية والروحية على قراءة علامات الكون، والسير مع تدفق الحياة، واكتشاف أساطيرنا الشخصية وتحقيقها. الكون يريدنا أن نحقق أساطيرنا الشخصية، والتي تبدأ بما يُعرف بـ “حظ المبتدئين”، كما وصفه الملك لسانتياغو ..
ومع ذلك، ستظهر تحديات أيضاً لاختبار قدرتنا على الصمود .. الدرس إذن هو أننا إذا سعينا بلا خوف وراء أساطيرنا الشخصية، فسوف يتآمر الكون لمساعدتنا – ولكنه يختبرنا أيضاً ..
في نهاية رحلته، يتعلم سانتياغو حقيقة جديدة حول أسطورته الشخصية ويطور أيضاً منظوراً جديداً للعالم من حوله .. من المروج المزدهرة في جنوب إسبانيا إلى واحة صحراوية وأخيراً إلى أهرامات مصر العظيمة، فإن الرحلة التي يأخذنا فيها الخيميائي هي أكثر مما نتخيله .. تتركنا رواية كويلو نشعر وكأننا ننتمي إلى شيء أعظم بكثير من أنفسنا، وهو مصدر إلهام وتواضع ...
تتحدث رواية الخيميائي عن أفكار وفلسفات بحيث تدمج الرواية أفكار وفلسفات العديد من الأديان والفترات التاريخية. تتعلق العديد من هذه الأفكار بالسعي وراء الحقيقة والمصير المقصود وتحقيق السعادة الشخصية. يشير كويلو إلى هذه العناصر المجمعة على أنها “الأسطورة الشخصية” للفرد .. يروي قصة سانتياغو ليعلمنا كيف نجد أساطيرنا الشخصية ونعيشها .. ومع ذلك، فقد تم استكشاف هذه الأفكار منذ العصور القديمة بشكل أو بآخر من قبل عدد لا يحصى من الأديان والشعوب .. الهندوسية، والبوذية، والإسلام، والطاوية، والمسيحية، واليهودية، والثقافات القبلية التي لا حصر لها، بالإضافة إلى الفلاسفة القدامى والحديثين، تحاول جميعها تحديد فكرة الأسطورة الشخصية للفرد (على الرغم من أنها قد تسميها بأسماء مختلفة)، وكلها تشترك في مسارات تحقيق الإشباع الشخصي. وهكذا، على الرغم من أن الأسطورة لا تتحدث عن عقيدة أو فلسفة على وجه الخصوص، فهي تدور حول جميع الأديان والفلسفات ..
تتحدث الرواية عن رمزية الخيمياء والذي هو علم العصور الوسطى الذي يقوم على تحويل المعادن إلى ذهب. والخيمياء تلعب دوراً مهماً في الحبكة للقصة، فهي بمثابة رمزاً أو أداة استعارية مجازية ترمز إلى تحقيق الكيمياء الروحية. بمعنى آخر، كيف نجد أو نتعرف على “الذهب” – أسطورتنا الشخصية – في “المعادن الرخيصة” التفاصيل اليومية العادية والبسيطة لحياتنا؟ كما يكتشف سانتياغو في أحيان كثيرة أن الذهب ربما لن يكون صعب المنال وليس لامعاً ولا معقداً ولكنه يتطلب رحلة شجاعة وإيمان ومثابرة لاكتشاف ماهيته وأين يتم إخفاؤه ..
تتحدث رواية الخيميائي عن روح العالم حيث يجب على المرء أن يؤمن بـ “روح العالم”. تشير هذه الفكرة في العديد من الأديان والثقافات إلى أن كل شيء في العالم مترابط ؛ أي أن ما يفعله المرء يؤثر على كل شيء آخر، من أصغر حبة رمل إلى أكبر حوت، والعكس صحيح ..
يجب على المرء أن يستمع إلى صوت القلب. يقترح كويلو أنه في بعض الأحيان يجب أن نتبع مشاعرنا وحدسنا، حتى لو لم نفهمها تماماً. فمن خلال الشعور يكتسب المرء الحكمة ..
يجب على المرء أن يكون مخلصاً لأحلامه، لأن الكون يختبرنا ويكافئنا.. بعبارة أخرى، قد لا يكون الطريق إلى تحقيق الأسطورة الشخصية للفرد أمراً سهلاً، ولكن يجب علينا تحمل الاختبارات من أجل الحصول على المكافآت ..
يجب على المرء أن “يسلم نفسه للكون”. يقترح كويلو أننا يجب أن نسمح لأنفسنا بالانفتاح على الكون والتعلم من البشائر والعلامات التي تأتي في طريقنا ..
تعد رواية الخيميائي التي كتبها الروائي باولو كويلو واحدة من الكتب الأكثر قراءة في الوقت الحاضر، وهي تستحق ذلك بكل تأكيد حيث أن هذه الرواية الرائعة تؤكد مراراً وتكراراً على أهمية السعي وراء أحلامنا مهما تطلب الأمر ...
إقتباسات من الرواية :
*"عندما تريد تحقيق شيء ما، يتآمر كل الكون في مساعدتك عليه*"..
*"كل نعمة يتم تجاهلها تصبح لعنة*"..
*"الشجاعة هي الميزة الأكثر أهمية لفهم لغة العالم*"..
*"يبدو أن كل شخص لديه فكرة واضحة عن الكيفية التي ينبغي أن يقود بها الآخرون حياتهم، لكن لا شيء عن حياته*"..
*"هناك شيء واحد فقط، يجعل من المستحيل تحقيق حلم: الخوف من الفشل*"..
*"إذا انتبهت إلى حاضرك، أمكَنك جعله أفضل ممّا هو عليه .. ومتى حسّنت الحاضر، فإن ما يأتي بعد ذلك يكون أفضل أيضًا*"..
*"الخوف من المعاناة أسوأ من المعاناة نفسها*"..
*"لا يوجد سوى طريقة واحدة للتعلم: العمل*"..
*"عندما نسعى جاهدين لنصبح أفضل مما نحن عليه، يصبح كل شيء حولنا أفضل أيضًا*"..
*"إنها إمكانية جعل الحلم يصبح حقيقة، هي ما تجعل الحياة مثيرة للاهتمام*"..
*"إذا كنت لا تزال تفكر فيه، فمن الجدير المجازفة*"..
*"لا أحد يستطيع الهروب من قلبه .. هذا هو السبب في أنه من الأفضل الإستماع إلى ما يقوله*"..
*"إنني لا أحيا في ماضيَّ، ولا في مستقبلي .. ليس لي سوى الحاضر، وهو وحده ما يهمني .. إذا كان باستطاعتك البقاء دائمًا في الحاضر، تكون عندئذ إنسانًا سعيدًا*"..
*"إن القرارات تشكل فقط بداية شيء ما .. فعندما يتخذ شخص ما قرارات يغوص فعلاً في تيار جارف يحمله نحو وجهة لم يكن يتوقعها إطلاقاً حتى في الحلم لحظة إتخاذ ذلك القرار*"..
*"وإذا تشابهت الأيام هكذا فذلك يعني أن الناس توقفوا عن إدراك الأشياء الجميلة*" ..
*"السفينة آمنةٌ على الشاطئ، لكنّها ليست من أجل ذلك صُنِعت*"..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق