ما عاد الحلم يغريني: شعر خديجة التومي


ما عاد الحلم يغريني: شعر خديجة التومي


هبّت النّسائم ذاوية
خجولة تعتذر
تحنو على الأغصان
والحُبَّ تلتمس
تحزن للوريقات الذابلات
والياسمين مشتعلٌ
عانقتني وشدَت
"في الغد موعدنا ..
ومطر الخصب ينتظر
فسياط الشمس تُحتضر
وإن عتت فالبقاء للمعتدل"
قلت وماذا عن عتوّ البشر
والمظالم والمحارق لا تنطفي؟
استقوت واهتزّت ترتعب
تُدافع عين الشمس
وكلّ شرّ منتهك
" إنّ المستبدّ حادث سير منعزل
ولولا اعتدال في الكون احترق
فالأرض تُحيي العروق
وإن اشتعل الورق
كذا نضرب المثل للبشر
وأنّ الظلم مركب ربّانه الغرق
وأنّ القهر قوس آن أن ينغلق
ومقابر التاريخ تبتلع
فلا بقاء لآثم ومنفلت
في درك من خزي ولعنات الأبد "
ثُبت والرّيح تهدهدني
أفتح الشبايبك والأشعة الحمراء تردُّني
صرخت أين الرّيح قد كانت لي ؟
وأين الحلم الجميل نوّمني ؟
وإذا صرير مثل السجن يُسمعني
أنّات الزنازين في وطني
وخوف المساكين في وطني
وجوع الشحاذين في وطني
وضباب المحارق في وطني
وأنّ الريح أرجوحة ملعونة ترقب البحر
وتكتفي
مومياء قّدّت على عجل
فشاه الصّانع والمصطنع
غلّقت نوافذي...
وكبّلت حروفي المتمرّدة
ناجيتك أنت البعيد
كيف أهرب منك إليك ؟
وكيف أدني حُلمين تقاطعا
فهل من قلب يحتمل ؟
نصفه النّابض بك
والنّصف التائّه لك وطني

----------------------------
خديجة التومي كاتبة و شاعرة من تونس.

هناك تعليق واحد

  1. ما اجمله من شعر وما الطفها كلمات بالتوفيق.

    ردحذف


EmoticonEmoticon