إتقان الكتابة فن يتطلب كثيرا من المهارات و التجرية و الممارسة و هو بالأساس علم يتعلق باللغة ابتداء و كذا ببقية المعارف المتنوعة و تشعباتها الكثيرة و ثقافة تتصل بعديد المجالات و حقوق المعرفة المختلفة، و التمكن من هذه الأداة يتجاوز الموهبة و الرغبة العابرة إذا يربط القارئ بالمحتوى الذي يحمل مواصفات تبلغ به التأثير و التغيير و الإضافة . و الكتابة على الانترنت و صناعة محتوى تحريري مؤثر و مفيد له قواعد و مسارات ينبغي إدر اكها و اتباعها و التدرب عليها لتحسين أداء الكتابة و صناعة محتوياتها و فيما يلي جملة من القواعد و النصائح للوصول إلى مستوى جيد و فعال في الكتابة و إنشاء محتوى كتابي.
1. افهم جمهورك أولاً
قبل أن تكتب أي كلمة، اطرح على نفسك هذا السؤال: لمن أكتب؟ فهم الجمهور هو نقطة البداية الأساسية لأي محتوى ناجح. هل تخاطب شبابًا يبحثون عن فرص عمل؟ أم أمهات مهتمات بالتغذية الصحية؟ معرفة الفئة المستهدفة تساعدك على تحديد نبرة الصوت، والمصطلحات المناسبة، وأسلوب الطرح. يمكنك استخدام أدوات مثل Google Analytics أو Facebook Insights لفهم جمهورك من حيث العمر، الجنس، الاهتمامات، وحتى الأجهزة التي يستخدمونها.
2. ابدأ بقوة
السطور الأولى من أي مقال هي المفتاح الذي يفتح باب القارئ أو يُغلقه. ابدأ بجملة تلفت الانتباه، مثل سؤال مثير، إحصائية صادمة، أو قصة قصيرة ذات صلة. لا تبدأ بتعريفات عامة أو مقدمات مملة، بل قُد القارئ مباشرة إلى جوهر الموضوع. الهدف من البداية القوية هو إثارة الفضول وتحفيز القارئ على المتابعة.
3. ركّز على عنوان جذاب
العنوان هو العنصر الأول الذي يُشاهده القارئ في نتائج البحث أو على وسائل التواصل. يجب أن يكون واضحًا، محددًا، ويعد القارئ بفائدة ملموسة. استخدم أرقامًا ("5 طرق..."، "10 نصائح...")، صفات محفّزة ("الأفضل"، "الأسهل"، "السرّ..."), أو عناصر تشويق ("لن تصدق..."، "كيف...؟"). وتجنّب العناوين المبهمة أو الطويلة.
4. استخدم الفقرات القصيرة
القارئ على الإنترنت يميل إلى التصفّح أكثر من القراءة المتأنية. الفقرات الطويلة تُرهقه بصريًا وتدفعه للمغادرة. اجعل كل فقرة تتكون من 2 إلى 4 أسطر، وخصص كل فقرة لفكرة واحدة فقط. المساحات البيضاء بين الفقرات تمنح العين راحة وتعزز إمكانية التمرير بسلاسة.
5. استخدم الجمل البسيطة والواضحة
الوضوح هو مفتاح التأثير. لا تستخدم كلمات معقدة أو تعبيرات غامضة لتبدو ذكيًا. الهدف هو أن يصل المعنى للقارئ بأقل جهد ذهني ممكن. الجملة الجيدة على الويب قصيرة، مباشرة، وغنية بالفعل. استخدم صيغة المبني للمعلوم وتجنب الجمل المتشابكة.
6. لا تكتب للآلة، بل للبشر
نعم، تحسين محركات البحث (SEO) مهم، لكن الأهم هو أن تُقنع القارئ وتبني علاقة معه. لا تكدّس الكلمات المفتاحية بشكل اصطناعي، بل دعها تنساب طبيعيًا ضمن السياق. اكتب كما لو كنت تحاور إنسانًا، لا كما لو كنت تكتب لخوارزمية.
7. العناوين الفرعية ضرورية
العناوين الفرعية تُقسم النص وتُيسر قراءته. كما أنها تمنح القارئ خريطة ذهنية للموضوع وتُسهّل عليه التصفح والرجوع للنقاط المهمة. اجعلها واضحة، غنية بالمحتوى، وقابلة للفهم حتى خارج سياق المقال.
8. استخدم القوائم والرموز
القوائم (المرقمة أو المنقطة) تنظّم المعلومات وتُبرز النقاط المهمة. استخدام الرموز والنقاط يجعل المحتوى سهل المسح البصري (skimming). القارئ العصري يفضّل المحتوى القابل للمسح السريع أكثر من القراءة المفصلة.
9. أضف كلمات مفتاحية بشكل طبيعي
الكلمات المفتاحية تساعد محركات البحث على فهم موضوع مقالك، لكنها يجب أن تظهر بشكل متوازن داخل العنوان، الفقرات الأولى، والعناوين الفرعية. استخدم أدوات مثل Google Keyword Planner أو Ubersuggest لاختيار الكلمات ذات البحث المرتفع والمنافسة المنخفضة.
10. اربط بين الفقرات
كل فقرة يجب أن تُكمل التي قبلها وتُمهّد لما بعدها. تجنّب القفز من فكرة إلى أخرى دون تمهيد. استخدم أدوات الربط المنطقية مثل: "من جهة أخرى"، "في المقابل"، "بالإضافة إلى ذلك". هذا يجعل المقال متماسكًا وسهل التتبع.
11. خاطب القارئ مباشرة
استخدم "أنت" لتخلق حوارًا شخصيًا. الكتابة الموجهة للقارئ تُشعره بأنه معني ومهم. مثال: "هل سبق أن فكرت في...؟" أو "إليك ما يمكنك فعله لتحسين...".
12. لا تنسَ دعوة إلى اتخاذ إجراء (CTA)
في نهاية كل مقال أو فقرة مهمة، وجّه القارئ لفعل معين: قراءة مقال آخر، تحميل ملف، مشاركة المحتوى، أو الاشتراك في نشرتك البريدية. CTA قوي هو ما يحوّل القارئ من زائر عابر إلى متفاعل أو عميل.
13. اجعل المحتوى قابلاً للمشاركة
اكتب معلومات مفيدة، عبارات ملهمة، أو إحصائيات مثيرة تُغري القارئ بمشاركتها على وسائل التواصل. أضف أزرار مشاركة مرئية وسريعة الوصول.
14. استخدم الصور أو التصاميم
الصورة أبلغ من ألف كلمة. دمج الصور، الرسوم التوضيحية، أو الإنفوجرافيك يُعزز فهم الفكرة ويجعل المقال أكثر جاذبية. تأكد من جودة الصورة وأنها تُكمل المحتوى لا تشتته.
15. راقب الأخطاء اللغوية والإملائية
الخطأ الإملائي أو النحوي يُقلل من مصداقيتك على الفور. استخدم أدوات التدقيق اللغوي مثل Grammarly (للإنجليزية) أو "المدقق اللغوي من مؤسسة اللغة العربية" (للعربية)، وراجع النص قبل النشر دائمًا.
16. اجعل المقال قابلاً للفحص السريع
القارئ على الإنترنت لا يقرأ كل شيء. لذا اجعل النص قابلًا للفحص البصري عبر إبراز الكلمات المهمة، استخدام النقاط، وإضافة اقتباسات أو صناديق جانبية.
17. استعن بالأمثلة
الأمثلة تُبسط الفهم وتُجسد الفكرة. عند الحديث عن مصطلح أو نظرية، أضف مثالًا عمليًا أو واقعيًا يساعد القارئ على الربط بينها وبين حياته.
18. راجع المقال قبل النشر
اترك مسافة زمنية بين الكتابة والمراجعة. هذا يسمح لك برؤية النص من زاوية مختلفة، واكتشاف ما فاتك من أخطاء أو تحسينات ممكنة. راجع النحو، التدفق المنطقي، والتنسيق.
19. فكّر في الهدف النهائي
ما الهدف من مقالك؟ هل تريد التثقيف، الإقناع، البيع، أو التحفيز؟ كل فقرة يجب أن تخدم هذا الهدف. تحديد الغاية من البداية يساعدك على ضبط نبرة الكتابة وتوجيه المحتوى لتحقيقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق